مساء عطر بذكر الله...
الشيطان يريد الانسان عاصيا على أي وجه
فلا يهمه نوع المعصية ولكن يهمه حدوثها
مثلا يحاول الشيطان أغراء الانسان بالمال الحرام
واذا لم يجد منه استجابة زين له ارتكاب الزنا والفاحشة
فإذا فشل في ذلك يغريه بمعصية شرب الخمر
فإن سدّت عليه كل منافذ المعصية..
يحاول أن يفسد الطاعات مثلا
يجعله يتفاخر بالصدقة فيضيع ثوابها
أو إذا يؤخر موعد الصلاة او يمنعه من أدائها.
يجب أن تعلم أن هذا الاغواء لا ياتي قسرا أو قهرا
فالشيطان ليس له سلطان على الانسان.
ولكن إذا أذّن للصلاة ـ مثلا ـ فإنه يغريه ألا يقوم الى الصلاة
وإنما يؤجلها حتى ينتهي الفيلم الذي يشاهده في التليفزيون
فإذا انتهى الفيلم، يذكره بأعمال اخرى يؤديها..
كأن يتصل بصديقه.. أو يسترسل بالحديث مع شخص
أو يتذكر فعل شئ قد نسيه الى غير ذلك من أفاعيل الشيطان.
وهكذا يظل ينقله من مشكلة الى أخرى.. حتى يضيع وقت الصلاة.. أو ينصرف عنها بالتدريج..
فإن فشل في ذلك..
يوسوس له في وضوئه وصلاته..
فيقول له إنك لم تحسن الوضوء فأعده..
ويظل يشككه في وضوئه.. ثم يعيده مرات ومرات..
ثم بعد ذلك يشككه في صلاته.. حتى يعيدها مرات ومرات..
ويدخل الشك في نفس الانسان.. فلا يعرف كم صلى.. ولا يعرف هل أحسن الوضوء أم لا؟
إذن فالشيطان لا يهمه نوع المعصية.. ولكن يهمه أن تتم المعصية.
أما وسوسة النفس.. فهي ان تصر على نوع معين من المعصية.
أي أنها تلح على صاحبها أن يرتكب معصية بذاتها ويكررها..
ولا تطالبه بمعصية أخرى.
ولكي تعرف الفرق بين الوسوستين :
إذا كان من يوسوس لك لا يهمه إلا أن تقع في المعصية
بصرف النظر عن نوعها.. فهذا هو الشيطان..
أما إذا كان هناك إصرار على معصية معينة ألفتها.. فذلك من نفسك.
وإبليس دائما يأتي من الباب الذي يرى فيه المنهج ضعيفا..
فإذا وجد إنسانا متشددا في ناحية معينة، ياتي اليه من ناحية أخرى يكون فيها ضعيفا.. فإذا كان الانسان مثلا.. متشددا في الصلاة محافظا عليها ويؤديها في أوقاتها.. جاءه إبليس من ناحية المال، فيوسوس له حتى لا يخرج الزكاة ويقتر، ويأكل أموال الناس بالباطل، مدخلا في نفسه الوهم بأن هذه الطريقة تزيد ماله.. وتجعله غنيا وتبعد عنه الفقر...
او يغريه بالمال الحرام وتبدأ المعاصي تنسج على قلبه عودا عودا.. لتغطي القلب كله وتمنعه من ذكر الله.
ألا بذكر الله تطمئن القلوب